الخميس 28 مارس 2024 06:00 مـ 18 رمضان 1445 هـ
اسكان نيوز

عاطف زكريا.. المُجازى سابقًا والمُكافأ حاليًا بالإشراف على جهازي«دمياط الجديدة وشرق بورسعيد» بمساندة الكبار

عاطف زكريا علي حسن، المشرف على جهازي مدينتي «دمياط الجديدة وشرق بورسعيد».. نموذجٌ لحالة الدنيا عندما تعطى مَنْ لا يستحق ـ ببركة الكبار ـ  فرغم الجزاءات التى لاحقته من جهاز إلى آخر، إلا أنه تقلد المناصب تِباعًا لعلاقاته بكبار المسئولين في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

هو الحالة الوحيدة والغريبة لمسئول خُفضت درجته الوظيفية إلى «درجة كبير» ومع ذلك استطاع الكبار في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة توريط وزير الإسكان واصدار قرار له بالإشراف على رئاسة جهازي «دمياط الجديدة ـ وشرق بورسعيد» في سابقة هي الأولى من نوعها.

عاطف زكريا هو أحد رجال المهندس كمال فهمي النائب السابق لقطاع تنمية وتطوير المدن بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ..«زكريا» تم التحقيق معه في عدة قضايا من الرقابة الإدارية وقت أن كان رئيسًا لجهاز مدينة الشروق، وطاردته الاتهامات والتحقيقات بإهدار المال العام ومخالفة القانون وارتكابه مخالفات مالية بالتورط في اهدار ملايين الجنيهات في الفترة التى تولى فيها نائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة.

فـ بتاريخ 9ـ7ـ 2015 أحالته النيابة الإدارية إلى المحكمة التأديبية العليا، وكان وقتها رئيسًا لجهاز مدينة الشروق، ومعه مسئولين آخرين بجهاز مدينة القاهرة الجديدة بعد أن ثبت ارتكابهم مخالفات مالية وإدارية جسيمة ما ترتب عليه إهدار 1،2 مليون جنيه.

 

وجاء بأوراق المحاكمة التأديبية ـ وقتها ـ أن عاطف زكريا ومها سلطان مصطفى، نائب رئيس جهاز القاهرة الجديدة المشرفة على إدارة المشروعات وياسر سيد على، مدير إدارة المشروعات أغفلا بحث موضوع الضمان العشري، وطلبا من المكتب الاستشاري الهندسي إعداد مستندات طرح أعمال ترميم وإصلاح عقار، ووقعا على مذكرة تضمنت طلب الموافقة على طرح أعمال ترميم عقار بمناقصة عامة من موازنة الجهاز رغم أن العقار كان لايزال في فترة الضمان العشري وتحت مسئولية الشركة المنفذة مما ترتب عليه إنفاق مليون و218 ألفا و148 جنيها من ميزانية الجهاز نظير أعمال الإصلاح رغم أنه كان يتعين تحميلها للشركة.

ووجهت حينها النيابة الإدارية  للمتهمين الثلاثة: أنهم لم يؤدوا العمل المنوط بهم بدقة وخالفوا القانون والقواعد المالية، حيث لم ينبه عاطف زكريا خلال فترة شغله وظيفة نائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة لشئون «التجمع الأول» باتخاذ اللازم نحو بحث موضوع الضمان العشري الخاص بأحد العقارات قبل البدء في إجراءات إصلاحه رغم ورود عدة مكاتبات تنبه إلى ضرورة بحث الموضوع أولًا، ما كان من شأنه السير في إجراءات طرح الأعمال بتكليف مقاول آخر لإصلاح عيوب العقار وإنفاق مليون و218 ألفا و148 جنيها من ميزانية الجهاز رغم أن الالتزام بالإصلاح يقع على عاتق الشركة المنفذة.

ورغم المخالفات والمحاكمات التأديبية إلا أنه انتقل ببركة ومساندة كمال فهمى إلى رئاسة جهاز الشروق بعد أن خُفضت درجته الوظيفية هو ومها سلطان إلى «درجة كبير».

لم تتوقف مخالفات عاطف زكريا وشكوى المواطنين منه عند هذا الحد وانتقلت المخالفات والشكاوي معه إلى جهاز مدينة الشروق، وكون مع نائبه محمود حسين نموذجًا لثنائي المخالفات في الجهاز، وشهدت مدينة الشروق تدهورًا كبيرًا على يديه، وطاردت رجاله وقائع تزوير أوراق الوحدات السكنية في المدينة وسقط عدد من موظفي الجهاز في قضايا مختلفة.

ومع استمرار مراحل الفشل ورغم المحاكمات والاتهامات إلا أن رعاية الكبار له في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة كانت مستمرة، ابتداءًا من كمال فهمى ومرورًا إلى عبد المطلب ممدوح، فاحطا الرجل بالعناية ودافعا عنه بل لم يتراجعا عن توريط الوزير في قرارات المجاملات بدلًا من المعاقبة والحساب على سنوات الفشل.

بعد شكوى المواطنين وتدهور حالة مدينة الشروق وسيطرة مخالفات «زكريا» ورجاله على الجهاز، كانت النية تتجه إلى الاطاحة به كمهندس عادي في أي جهاز بعيدًا عن المناصب القيادية، إلا أنه احتمى بقادته وطلب تدخل استاذه «كمال فهمي» النائب الأسبق لقطاع تنمية وتطوير المدن وعبد المطلب عماره، رئيس قطاع تنمية وتطوير المدن الحالي، فتدخلا وأُسند له رئاسة جهاز بنى سويف الجديدة.

ولم تمض شهور قليلة من استمرار مسلسل الفشل في الجهاز الجديد حتى صدر له قرار وزير الإسكان ـ بتدخل الكبار في هيئة المجتمعات أيضا ـ رقم 743 لسنة 2017 الصادر في 7/9/2017 بتوليه الإشراف على جهازي مدينتي «دمياط الجديدة وشرق بورسعيد»، وجاء بالقرار : أن يعامل ماليًا أسوة برؤساء أجهزة المدن من المستوى (ب) ويكون مقر عمله جهاز تنمية مدينة دمياط الجديدة وتصرف كافة مستحقاته من مقر عمله، ليتحصل على آلاف الجنيهات راتب ومكافآت وحوافز دون عمل وبالمخالفة .