اسكان نيوز
السبت 12 أكتوبر 2024 06:02 مـ 9 ربيع آخر 1446 هـ

أهداف إسرائيل الخفية| تصعيد وتوسيع الصراع في لبنان وسط تحديات دولية.. خبراء يكشفون

لبنان
لبنان

في سلسلة تفجيرات الأجهزة اللاسلكية لعناصر «حزب الله» أصيب المئات من عناصر حزب الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.

في هذا الصدد يقول فادي أبي علام، رئيس حزب الخضر اللبناني، إن سبب التفجير هو برنامج خبيث أرسل كمية كبيرة من الرسائل في نفس الوقت إلى هذه الأجهزة، مما تسبب في سخونة أكبر من قدرتها على التحمل، مما أدى إلى انفجارها، وهذا يعتبر أحد أساليب الحرب السيبرانية التي يقوم بها العدو الصهيوني تجاه مقاتلي حزب الله بعد تعقب أجهزة الهواتف المحمولة التي كانوا يحملونها.

وأضاف أبي علام في تصريحات لـ صدى البلد، أن هذا الفعل يندرج في خانة جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين، أو حتى التي لا تميز بين المدني والعسكري، هذا العدوان من المرجح أن يأخذ المنطقة إلى حرب شاملة، لأن الرد سيكون من جانب حزب الله على قدر هذا الفعل، وبالتأكيد سيكون من الصعوبة بمكان وقف كرة الثلج هذه.

وأكد أن الأثر على السكان المحليين كبير جدًا، إلا أن هول الكارثة جعل الجميع يتضامن مع الضحايا ويدين لغة العنف، أما التأثير على الاقتصاد فسيكون كبيرًا جدًا، وسيشكل عبئًا إضافيًا على اقتصاد منهار أصلاً، الحكومة اللبنانية جندت كل مواردها وعلاقاتها لدعم الضحايا بالمستشفيات والضغط لمنع إسرائيل من التمادي بعدوانها، وهي تعد شكواها إلى مجلس الأمن الدولي.

وأوضح أن العديد من الدول بادرت لتقديم الدعم الفوري، ولا سيما للجرحى المصابين، ومنهم السلطة الفلسطينية والأردن وغيرهما لم تتوصل التحقيقات حتى الآن إلى الإجابات القاطعة بهذا الشأن، إنما فقط تحليلات من الخبراء.

واختتم أنه توجد أقاويل حول وضع كمية تقارب 20 جراما من مادة Paten الشديدة الانفجار في هذه الأجهزة، وتم تفجيرها عبر تسخين البطارية بكميات الرسائل التي أرسلت إليه، وبلغ عدد المصابين حتى الساعة 4000 مصاب و11 قتيلًا.

كانت كشفت وسائل إعلام لبنانية، عن إصابة عشرات اللبنانيين بجروح نتيجة انفجار أجهزة اتصال "بيجر" كانوا يحملونها.

انفجار أجهزة اتصال بيجر

وعلى الفور طالبت وزارة الصحة اللبنانية، من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة pagers أن يعمدوا إلى رميها بعيداً عنهم بشكل فوري.

وشددت الصحة اللبنانية، على رفع حالة الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى جميع استعداد جميع المستشفيات في البلاد.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، أن أعدادًا كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية"، وتبين بصورة أولية أن الإصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين.

ودعت الوزارة، جميع العاملين بها للتوجه بشكل عاجل إلى أماكن عملهم لتقديم العلاجات الطارئة للأعداد الكبيرة من المصابين جراء الانفجارات المتتالية التي وقعت مساء الثلاثاء.

وطلبت الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الإصابات، الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية، والبقاء على تنسيق مع وزارة الصحة العامة لسرعة توزيع الإصابات وضمان السرعة في بدء علاجها.

كما أكدت وكالة الأنباء اللبنانية أن مستشفيات في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع أطلقت نداءات للمواطنين للتبرع بالدم من كافة الفئات إثر استقبالها لعشرات المصابين بانفجار أجهزة الاتصال نتيجة اختراق إسرائيلي وصفته بأنه "عالي التقنية".

وزارة الصحة اللبنانية

وقد قالت وسائل إعلام إن العشرات من أعضاء جماعة "حزب الله" اللبنانية أصيبوا بصورة بالغة، الثلاثاء، في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، إنه لا شك أن عملية استخباراتية إسرائيلية بهذا الحجم، والتي استهدفت حزب الله ولبنان معًا، قد أسفرت حتى الآن عن مقـ ـتل 11 شخصًا وإصابة 4 آلاف آخرين، بينهم حالات حرجة، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو تستهدف من خلال هذه العملية إلى تحقيق عدة أهداف، أولها تصعيد الحرب النفسية ضد اللبنانيين من خلال إيهامهم بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي شخص وفي أي مكان وزمان، والهدف الثاني هو تمهيد الطريق لعدوان بري يبدأ من هضبة الجولان المحتلة باتجاه وسط البقاع الغربي، مع تنفيذ إنزال عسكري شمال نهر الليطاني، في محاولة لإقامة شريط حدودي منزوع السلاح، مما يمهد الطريق لعودة المستوطنين إلى شمال فلسطين. هذا ما أعلنه كل من نتنياهو، غالانت، وهاليفي، رئيس الأركان الإسرائيلي.

وأضاف في تصريحات لـ صدى البلد، أن هذا المشروع يواجه على أرض الواقع عقبات كبيرة، أهمها أن إسرائيل فشلت على مدار عام كامل في تحقيق أي أهداف سياسية في غزة، وبالتالي فإن جيشها المنهك لن يتمكن من تحقيق هذا الهدف في لبنان، خاصة أمام الترسانة العسكرية الضخمة التي تمتلكها المقاومة اللبنانية، مؤكداً أن هذا الواقع أدى إلى شبه إجماع دولي، بل وحتى داخلي في إسرائيل، بأن هذه المغامرة قد تتحول إلى كارثة على إسرائيل، خاصة إذا تطورت المعارك إلى حرب واسعة النطاق.

وأوضح أن التحقيقات جارية في لبنان لمعرفة أسباب هذا الاختراق، وما إذا كان نتيجة تجسس محلي عبر عملاء أو من خلال الأجهزة المستخدمة مثل البيجر، ومع ذلك، فإن حزب الله، الذي استُهدفت عناصره الأمنية في لبنان وسوريا، قادر على امتصاص الضربة، خصوصًا في ظل الموقف اللبناني الموحد ووجود المؤسسة العسكرية المقاتلة للحزب، إذ لم يشمل توزيع أجهزة البيجر المقاومين على الجبهة، وتوقع أن يرد حزب الله في الوقت المناسب، سواء من خلال التصدي لأي محاولة اختراق بري من قبل الجيش الإسرائيلي أو بطرق أخرى.

في النهاية، إيقاف نتنياهو عن حربه الشرسة ضد أهل غزة ومحاولاته لتهجير سكان الضفة وفتح جبهة حرب على لبنان يتطلب موقفًا عربيًا حازمًا، يضع حدًا لأوهام السلام مع إسرائيل، بعدما خرق نتنياهو كل الاتفاقيات وهدد الوحدة العربية وقيمها الوطنية في مرحلة ما بعد فلسطين، متطلعًا إلى تشكيل كومنولث عبري يقوده، وتصبح فيه الدول العربية تابعة له.

من جانبها، علقت الولايات المتحدة على انفجارات أجهزة الاتصال في لبنان، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن «واشنطن» ليست ضالعة في الأمر، مشيرة إلى أنها تجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال، حسبما نقلته وسائل إعلام عالمية.

وأكدت الوزارة إن سياساتها لا تزال على حالها ونسعى إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله، مضيفة أنه من المبكر القول ما إذا كانت الأحداث في لبنان ستؤثر على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

 

وتوعد حزب الله الاحتلال الإسرائيلي، محملا إياه المسؤولية الكاملة عن هذه الانفجارات، فيما أعلن فراس الأبيض وزير الصحة اللبناني، في وقت سابق، أن عدد القتلى في تفجير أجهزة الاتصال ارتفع إلى 9، مشيرا إلى تسجيل ما بين 170 و180 حالة إصابة حرجة بسبب انفجار أجهزة الاتصال، وذلك وفقا لما نقلته وسائل إعلام عالمية.

وأوضح أن أكثر من 100 مستشفى شاركت في استقبال المصابين في تفجيرات أجهزة الاتصال، فيما أعلن عضو كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني على عمار مقتل نجله في تفجير أجهزة الاتصال.