السبت 20 أبريل 2024 06:27 صـ 11 شوال 1445 هـ
اسكان نيوز

”بن لادن” عملاق المقاولات المريض

 

ضربت أزمة مالية طاحنة شركة بن لادن للمقاولات – شركة  المقاولات السعودية العملاقة –  ثاني أكبر شركة مقاولات في العالم، خلال  2016  بعد حادث رافعة الحرم المكي، مما أدي لتأخر دفع الرواتب الخاصة بالعاملين بها عدة مرات، وهو الأمر الذي دفع العمال للاحتجاج وقطع الطرق وحرق سيارات للشركة أكثر من مرة، وتسريح مايزيد عن 70 ألف عامل من الشركة.


تاريخ الشركة 
أسست مجموعة بن لادن في ثلاثينيات القرن الماضي، من جانب محمد والد أسامة بن لادن، وهي واحدة من أكبر الشركات في السعودية ومن كبريات شركات الإنشاء في منطقة الشرق الأوسط. بدأ تاريخها في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، ومنذ ذلك الوقت شاركت في مشاريع كثيرة في مجالات البنية التحتية والمشاريع العملاقة.
وكانت لوالد بن لادن علاقات واسعة مع الأسرة السعودية الحاكمة، وهي ما أكسبته دورًا كبيرًا في الاقتصاد السعودي ونفوذًا سياسيًّاً، إلا أن وفاة محمد بن لادن لم توقف توسع ثروة العائلة وسلطتها.
وكانت للشركة نشاطات كبيرة في المملكة، أهمها توسيع الحرمين الشريفين في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، حيث منح الملك عبد العزيز في عام 1950 الإذن بالقيام بأول توسعة سعودية للحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة لمحمد بن لادن، وامتد العمل بها إلى عهد الملك سعود؛ ليتم بعدها تكليفه بتوسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة؛ لتكون أول توسعة يشهدها التاريخ منذ ألف عام. وتم البدء في هذا المشروع العملاق عام 1955، واستمر في تنفيذه خلال عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي خلف الملك سعود، وانتهى في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، مستغرقًا 20 عامًا.

من أبرز المشاريع التي قامت بها المجموعة خارج السعودية، فندق الفور سيزن في الأردن وإنشاء مطار كوالالمبور في ماليزيا ومطارا القاهرة وشرم الشيخ في مصر ومطار الشارقة الدولي في الإمارات والجامعة الأمريكية في الشارقة.

وللشركة 10 مشاريع في مرحلة التأهيل في السعودية و5 مشاريع خارج السعودية وتقدر القيمة الإجمالية لهذه المشاريع بنحو 140 مليار ريال، ومن أبرز العقود التي حصلت عليها الشركة في السعودية وخارجها هي مشروع برج المملكة بقيمة 4.6 مليار ريال ومشروع مترو الدوحة بقيمة 12.6 مليار ريال. وتقدر القيمة الإجمالية لعقود الشركة تحت التنفيذ بنحو 220 مليار ريال.

أزمات الشركة
تعاني مجموعة بن لادن من أزمة مالية طاحنة منذ عام 2015. فبعد ازدهار أعمالها في طفرة التشييد السعودي للعشر سنوات الأخيرة، وظفت الشركة نحو 200 ألف عامل؛ لتشييد العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى بالمملكة، مثل المطارات والطرق وناطحات السحاب، إلا أن المجموعة تضررت بشدة بعد أن البلاط الملكي في العام الماضي المجموعة من المنافسة على عقود جديدة، وذلك بعد انهيار رافعة تعود للمجموعة فوق المسجد الحرام بمكة المكرمة أثناء عاصفة ترابية في حادث أودى بحياة 107 أشخاص في 11  سبتمبر، وأثبت التحقيق الأولي الذي أجرته الحكومة أن الرافعة لم تكن مؤمنة بشكل كافٍ.

المتضرر الأكبر
المتضرر الأكبر هم العمال الذين يتم تسريحهم بشكل مُتتالٍ في الفترة الأخيرة. فعلى الرغم من أن الشركة فتحت أبوابها للعمالة الأجنبية بطريقة واسعة بتوظيفها 200 ألف عامل مغترب في  أوائل القرن الجاري، حتى وصل موظفة الشركة إلى 323 ألف موظف، جاءت الأزمة الطاحنة الأخيرة بالشركة؛ لتكون كالصاعقة على العمال، وتحديدًا الأجانب، حيث اعترفت مجموعة بن لادن بالاستغناء عن مجموعة من العاملين الأجانب رافضة تحديد عددهم، بيد أن الصحف السعودية ذكرت أن عددهم يتراوح بين 50 و77 ألفًا، وأن الاستغناء تم بسبب تأخر الحكومة السعودية في دفع مستحقات للشركة.
وتعد العمالة المصرية في هذه المجموعة الأضخم عددًا، حيث يتراوح عددهم من 80 إلى 90 ألفًا. وتضم الشركة عمالة من جنسيات أخرى. وبحسب المصادر سرحت الشركة ما يقرب من 6000 إلى 6500 عامل مصري، علمًا بأن المصريين موزعون في هذه الشركة بين إداريين وفنيين وعمال.
وفي الشهور الأخيرة تكررت بشكل واضح احتجاجات عمال الشركة، إثر عدم استلامهم رواتبهم منذ ما يقارب الـ 6 أشهر في أعقاب سقوط الرافعة. كما رفض نحو 50 ألفًا من موظفي المجموعة من الأجانب مغادرة السعودية قبل الحصول على رواتبهم المتأخرة؛ مما أدى إلى تجمعات أمام إدارات الشركة المنتشرة بمدن المملكة يوميًّا، حتى وصل الحال بالعمال إلى التعبير عن غضبهم بحرق عدد من الأتوبيسات الخاصة بالمجموعة، وأصدرت المملكة لعمال الشركة المذكورين تأشيرات الخروج النهائي.

لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد قام العاملون بالشركة  بإحراق 7 مركبات تابعة لشركة بن لادن، إضافة إلى عبثهم بالممتلكات العامة، لعدم استلامهم رواتبهم من الشركة.

وأحالت الشركة عدد من العمال للمحاكمة، فقد قال مصدر قانوني أن عمالة شركة بن لادن الذين قاموا بإتلاف وإحراق ممتلكات الشركة تنتظرهم 3 عقوبات, اضافة الى الحق العام.

وتنظر المحكمة الجزائية في مكة المكرمة في القضية والمتهم بها 49 عاملا من الجنسيات “الهندية والباكستانية والمصرية” من عمال شركة بن لادن للمقاولات.

وقال المستشار القانوني سلطان الحارثي، أن هؤلاء العمالة المخالفين تنتظرهم 3 عقوبات، هي: السجن، والغرامة، والترحيل، اضافة الى عقوبة الحق العام “السجن” التي لا تسقط عنهم وإن تنازل صاحب الشركة عن بقية الأضرار التي لحقت به، وذلك لأن ما قاموا به هو تجاوز لقانون وأنظمة البلاد، وفقا لصحيفة “الوطن” السعودية.

 قروض مستحقه على الشركة 

مجموع القروض المستحقة على مجوعة بن لادن مبينة أدناه، ويظهر أن الشركة مدينة بإجمالي قروض تقدر ب 25 مليار ريال.

 

حلول لأزمة بن لادن 

يكمن حل أزمة شركة بن لادن مما هي فيه من خلال أربعة سيناريوهات حسب تقرير لقناة سي إن بي سي العربية، أولها بيع مشاريع عقارية تحت الإنشاء، وثانيها التخارج أو التخلص من صفقات المقاولات التي فازت بها، وثالثها إعلان الإفلاس، ورابعها التأميم من خلال استحوذ الحكومة على 60% منها.